الخميس، 20 مايو 2010

الصغير !!

هنا ساحة الوضوء..

دخلتُ المسجد قاصدًا الوضوء للصلاة..فإذا بطفلٍ صغير وجد نفسه في المكان وحده..ولأنه من أصحاب البراءة ولايدري للمكانِ قدسية..فوجدته يلهو ويعبث بالمياه وكأنه على نهرٍ جار ..
فلما رآني توجم وجهه وخاف ومن خوفه غرق تحت صنبور المياه دون أن يشعر بها تنساب تحت ملابسه..

فههمت بالذهاب إليه..فخاف !
ربما لأنه تعود من رواد بيت الله على القسوة والصراخ الدئم في وجوههم وكأنهم أبناء أوباما اونتنياهو !
ولأن الكلمة التي يسمعها دائمًا..هي (روْح) !

خاف..لكن لامفر فأنا ذاهب نحوه ولامخرج من المكان..ورفعتُ يدي فمن شدة رعبه فكأنه انكمش في ملابسه وأصبحت الملابس غطائه بدلًا من ردائه..فلما نزلت يدي عليه ومسحت على رأسه..هدأ من روعه وذهب خفتان وجهه واستبدل من بعد خوفه آمنًا..
وأطلقت نحوه إبتسامة فبادلني إياها بأخرى هانئة من ثغره الصغير ثارت لها كل معالم وجهه ووجهي أنا الأخر !!

وتوضأت وعلمّته الوضوء ثم انتهينا !
ومن لحظتها كلما قابلته ابتسم هو دون ان أكونَ أنا البادئ..واحتمى خلفي كلما قال له رواد المسجد الكهل منهم والشاب: (روْح) !

فقط..ابتسم :)


هناك 5 تعليقات:

زينب علي حبيب يقول...

رائعة مقالتك...


نعم نحن اعتدنا على عدم معرفة معاملة الكبير...فضلا عن الصغير


وحفظ الله هذا الصبي و حفظك

غير معرف يقول...

مقاله جميله تحمل معنى رقيق جدا
تحياتى

جارة القمر يقول...

وكانت بلسماً

وأضاءت الظمة وبددت الخوف

فقط ابتسم :)

ليله شتاء يقول...

السلام عليكم
الابتسامة في وجه أخيك المسلم صدقة
وحقا ديننا دين المعاملة
جزاك الله خيرا

مصطفى يقول...

ياهلا ببنات حواء.. :)

أنرتن زاويتي هنا..فباتت هادئة..وأصبحت بمزيد من عبق الرقة الأنثوي.